السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معاني
رائعه في
سورة الفاتحه انقلها لكم
من كتاب خواطر قرآنيه للأستاذ عمرو خالد ،
كل
سورة من سور القرآن الكريم لها وحدة موضوع وكل آيات السورة تأتي لتصب في هذا الموضوع. وفيما يلي نحاول
دراسة سور القرآن الكريم كل على حدة لنحدد أهداف ومحاور كل
سورة ليسهل علينا فهمها وتدبر معانيها وحفظها
وهدفها وما هو مطلوب منا عمله لأن القرآن جمع أحكام العبادة والتشريع والوعظ من خلال قصص الأمم السابقة حتى
نأخذ منها العبر التي تفيدنا في تطبيق منهج الله تعالى حتى نحقق الهدف الذي من أجله خلقنا (وما خلقت الجن والانس
إلا ليعبدون). ولو أننا جمعنا الرسائل القرآنية في كل
سورة لحصلنا على منهج متكامل راقي ينقل من يعمل به من
الظلمات إلى النور.
سورة الفاتحة
هدف السورة: شاملة لأهداف القرآن
سميت الفاتحة وأم الكتاب والشافية والوافية والكافية والأساس والحمد والسبع المثاني والقرآن العظيم كما ورد في
صحيح البخاري أن النبي قال لأبي سعيد بن المعلّى:
(لأعلّمنّك
سورة هي أعظم السور في القرآن: الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته) وقد
وصفها الله تعالى بالصلاة.
ما هو سر هذه السورة
سورة الفاتحة مكية وآياتها سبع بالإجماع وسميت الفاتحة لافتتاح الكتاب العزيز بها فهي أول القرآن ترتيبا لا تنزيلا
وهي على قصرها حوت
معاني القرآن العظيم واشتملت مقاصده الأساسية بالإجمال فهي تتناول أصول الدين
وفروعه:العقيدة، العبادة، التشريع، الاعتقاد باليوم الآخر والإيمان بصفات الله الحسنى وإفراده بالعبادة والاستعانة
والدعاء والتوجه اليه جلّ وعلا بطلب الهداية إلى الدين الحق والصراط المستقيم والتضرع إليه بالتثبيت على الإيمان ونهج
سبيل الصالحين وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين وفيها الإخبار عن قصص الأمم السابقة والاضطلاع على معارج
السعداء ومنازل الأشقياء وفيها التعبد بأمر الله سبحانه ونهيه وغير ذلك من مقاصد وأهداف فهي كالأم بالنسبة لباقي
السور الكريمة ولهذا تسمى بأم الكتاب.
والقرآن يدعو للاعتقاد بالله ثم عبادته ثم يحدد المنهج في الحياة وهذه نفسها محاور
سورة الفاتحة:
- العقيدة: الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين
- العبادة: إياك نعبد وإياك نستعين
- مناهج الحياة: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
(وكل ما يأتي في كل سور وآيات القرآن هو شرح لهذه المحاور الثلاث)
تذكر
سورة الفاتحة بأساسيات الدين ومنها:
- شكر نعم الله , الإخلاص لله، الصحبة الصالحة )صراط الذين أنعمت عليهم(،أسماء الله الحسنى وصفاته،الاستقامة، الآخرة
(مالك يوم الدين),وحدة الأمة (نعبد،نستعين) ورد الدعاء بصيغة الجمع مما يدل على الوحدة ولم يرد بصيغة المفرد.
وسورة الفاتحة تعلمنا كيف نتعامل مع الله فأولها ثناء على الله تعالى (الحمد لله رب العالمين) وآخرها سؤال الله الهداية
(إهدنا الصراط المستقيم) ولو قسمنا حروف
سورة الفاتحة لوجدنا أن نصف عدد حروفها ثناء 63حرفا من: الحمد لله
إلى :إياك نستعين والنصف الباقي دعاء 63 حرفا من: اهدنا الصراط إلى:ولا الضآلين وكأنها إثبات للحديث القدسي:
(قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين قال الله عز وجل:
حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم قال الله عز وجل: أثنى علي عبدي، وإذا قال : مالك يوم الدين، قال عز وجل:
مجدني عبدي، وقال مرة فوض إلي عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي
ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين، قال: هذا لعبدي
ولعبدي ما سأل).
وقد سئل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لماذا يقف بعد كل آية من آيات
سورة الفاتحة فأجاب لأستمتع برد ربي.
- إذن
سورة الفاتحة تسلسل مبادئ القرآن (عقيدة، عبادة، منهج حياة) وهي تثني على الله تعالى وتدعوه لذا فقد
اشتملت على كل أساسيات الدين.
- وقد افتتح القرآن بها فهي مفتاح القرآن وتحوي كل كنوز القرآن وفيها مدخل لكل
سورة من باقي سور القرآن وبينها
وبين باقي السور تسلسل بحيث يمكن وضعها قبل أي
سورة من القرآن ويبقى التسلسل بين السور والمعاني قائما.
- أنزل الله تعالى 104 كتابا وجمع هذه الكتب كلها في 3 كتب (الزبور، التوراة والإنجيل) ثم جمع هذه الكتب الثلاثة في
القرآن وجمع القرآن في الفاتحة وجمعت الفاتحة في الآية (إياك نعبد واياك نستعين)
لطائف
سورة الفاتحة
- ختمت
سورة الفاتحة بقوله تعالى (غير المغضوب عليهم ولا الضآلين) وجاءت
سورة البقرة بعدها تتحدث عن المغضوب
عليهم (بني إسرائيل) وكيف عصوا ربهم ورسولهم وجاءت
سورة آل عمران لتتحدث عن الضآلين (النصارى), وآخر كلمات
سورة الفاتحة الدعاء جاءت مرتبطة ببداية
سورة البقرة (هدى للمتقين) فكأن (اهدنا الصراط المستقيم) في الفاتحة هو
الهدى الذي ورد في
سورة البقرة.
- بداية السورة (الحمد لله رب العالمين) تقابلها آخر كلمات
سورة الناس (من الجنة والناس) ابتدأ تعالى بالعالمين وختم
بالجنة والناس بمعنى أن هذا الكتاب فيه الهداية للعالمين وليس للبشر وحدهم أو للمسلمين فقط دون سواهم.
- أحكام التجويد في
سورة الفاتحة جاءت ميسرة وليس فيها أياً من الأحكام الصعبة وهذا والعلم عند الله لتيسير تلاوتها
وحفظها من كل الناس عرباً كانوا أو عجما.
- والله تعالى هو الرحمن الرحيم وهو مالك يوم الدين وعلينا أن نحذر عذابه يوم القيامة ويوم الحساب.
- والناس بحاجة لمعونة الله تعالى لعبادته فلولا معونته سبحانه ما عبدناه (إياك نعبد وإياك نستعين).
- وندعو الله تعالى للهداية إلى الصراط المستقيم (اهدنا الصراط المستقيم) وهذا الصراط المستقيم ما هو إلا صراط النبي
وصراط السلف الصالح من الصحابة والمقربين(صراط الذين أنعمت عليهم)وندعوه أن يبعدنا عن صراط المغضوب عليهم
والضآلين من اليهود والنصارى وكل الكفار الذين يحاربون المسلمين في كل زمن وعصر (غير المغضوب عليهم ولا
الضالين)
لآن وقد عرفنا أهداف
سورة الفاتحة التي نكررها 17 مرة في صلاة الفريضة يومياً ما
عدا النوافل لا شك أننا سنستشعر هذه المعاني ونتدبر معانيها ونحمد الله تعالى ونثني عليه وندعوه بالهداية لصراطه المستقيم