قال سهل بن عبد الله التستري : كنت وأنا أبن ثلاث سنوات أقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار فقال لي يوماص : ألا تذكر الله الذي خلقك ؟! فقلت : :يف أذكره ؟! فقال : قل بقلبك عند تقلبك بثيابك ثلاث مرات من غير ان تحرك لسانك :
" الله معي .. الله ناظري .. الله شاهدي .. "
فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته به فقال ك قل ذلك كل ليلة إحدى عشر مرة فقلته فوقع في قلبي حلاوة فلما كان بعد سنة قال لي خالي : أحفظ ما علمت ودُم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة فلم أزل على ذلك سنين ثم قال لي خالي يوماً : يا سهل من كان الله معه وناظراً إليه وشاهده ... أيعصيه ؟!
إذا غاب العقل وغلبت الشهوة ودنا الذنب وسكر القلب ... تذكر :
" الله معي .. الله ناظري .. الله شاهدي "
إذا غاب الرقيب .. وفُقِدَ الشهيد .. ونامت العيون .. تذكر :
" الله معي .. الله ناظري .. الله شاهدي "
تمضي حلاوة ما عصيت وبعدها*** تبقى عليك مرارة التبعات
يا حسرة العاصين يوم معادهم*** لو أنهم سبقوا إلى الجنات
لو لم يكن إلا الحياء من الذي*** ستر العيوب لأكثروا الحسرات
كم مرة مرضت فيها فشفاك ونزلت بك نازلة فنجاك وألمّ بك الجوع والعطش فأطعمك وسقاك وابتلاك بالمصائب ليغفر لك الذنوب وقصدك بالبلايا ليمحو الخطايا وانعم عليك بالإسلام وملايين البشر في بحار الكفر غارقون وافاض عليك بنعم السمع والبصر والفؤاد والمحرومون كثيرون تبارزه بالمعاصي ويحبك وتعصيه ويغفر لك وتهتك ستر الله عليك ويوالي أستاره عليك تسيء فيحسن وتذني فينعم وتقطعه فيصلك لا يمنعه اساءة لسانك بالكذب أن يحرمك نعمة الكلام ولا إساءة النظر إلى الحرام إلى أن يحرمك نعمة البصر ولا إساءة الأذن بالاستماع إلى المحرم والفحش من القول إلى اصابتك بالصمم
أنعم عليك بنعم تعرفها ونِعم لا تعرفها نِعم تشعر بها و نعم لا تحس بها نِعم أورثك اعتياد رؤيتها ونسيان شكرها فلا تعرف ثمنها إلا بفقدها