محمد وفا المشرف العام
عدد المساهمات : 500 نقاط : 1565 تاريخ التسجيل : 03/05/2010 الموقع : www.spaces.hoooxs.com
| موضوع: تُرِيدِين لُقْيَان الْمَعَالِي رَخِيصَةً ؟ السبت مايو 29, 2010 10:48 am | |
| </SPAN> </SPAN> </SPAN> </SPAN> </SPAN> </SPAN> تُرِيدِين لُقْيَان الْمَعَالِي رَخِيصَةً ؟</SPAN> الكاتب: عبد الرحمن السحيم</SPAN> </SPAN> </SPAN></STRONG> </SPAN> </SPAN> إن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل .</SPAN></SPAN> وإن ورثة الأنبياء لهم نصيبهم من ذلك البلاء بِقَدْرِ ما تَحَمَّلُوا من ذلك الميراث ،</SPAN> وعلى قَدْرِ ما كُتِبَ لهم من منازل ودرجات في العُقْبَى</SPAN> وحاملةُ لواء الدعوة اليوم أشدّ بلاء لِقِلَّةِ الْمُعِين وكَثْرَة المفْسِدِين ..</SPAN> </SPAN> وهذا ما شَكَاه أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه مِنْ شَكْوى : جَلَد الفاجِر وعَجْز الثقة .</SPAN> </SPAN> وقد يكون البلاء بعدم استجابة المدعوّين ، فعلى الداعية حينئذ أن تَتَعَزَّى – بعد تَفَقُّدِ النفس –</SPAN> بـ " يأتي النبي وليس معه أحد " . كما في الصحيحين .</SPAN> </SPAN> وقد يكون البلاء مِن تَخَاذُلِ قريب أو خُذلان حَبيب</SPAN> وهذا أشدّ على النفس من وَقْعِ الحسام المهند !</SPAN> </SPAN> يخادعني العدو فما أُبالي = وأبكي حين يَخْدَعُني الصَّدِيقُ</SPAN> </SPAN> وقد يكون ِبنَقْدٍ لاذِع .. أو بِغَمْزٍ جارح</SPAN> أو بكلمة حادّة تصل إلى سويداء القلب ، فتغرِز فيه خنجَراً ، وتَتْرُك فيه أثراً !</SPAN> </SPAN> إلى غير ذلك من أنواع البلاء</SPAN> وعلى كُلٍّ فإن طريق الدعوة ليس محفوفاً بالورود</SPAN> بل هو محفوف بالمخاطر .. مَفْرُوش بالبلاء .. يَحُفّـه الأذى .. وقد يكتنفه الرَّدَى</SPAN> </SPAN> على قدر فضل المرء تأتي خُطُوبُه = وتُعرَف عند الصبر فيما يُصِيبُه</SPAN> ومَنْ قَلَّ فيما يَتَّقِيه اصْطِبَـاره = فقد قَـلَّ مما يَرْتَجِيـه نَصِيبُـه</SPAN> </SPAN> قال ابن القيم :</SPAN> يا مخنّث العزم ! أين أنت والطريق طريقٌ تَعِبَ فيه آدم ، وناح لأجله نُوح ، ورُمِي في النار الخليل ، وأضْجِعَ للذَّبْحِ إسماعيل ، وبيع يوسف بِثَمَنٍ بَخْس ، ولبث في السجن بضع سنين ، ونُشِرَ بالمنشار زكريا ، وذُبِحَ السيد الحصور يحيى ، وقَاسَى الضُّرّ أيوب ، وزاد على المقدار بكاء داود ،</SPAN> وسار مع الوحش عيسى ، وعَالَجَ الفقر وأنواع الأذى محمد – تَـزها أنت باللهو واللعب ؟! . اهـ .</SPAN> </SPAN> وكما أن دون الشهد إبر النحل فإن دون العلياء أصناف البلاء</SPAN> ودون تَسَنُّم الذُّرَى أنواع الابتلاء</SPAN> </SPAN> ذريني أنَلْ ما لا يُنال مِن العُلا </SPAN>= فَصَعْبُ العُلا في الصَّعْبِ والسَّهْلُ في السَّهْلِ</SPAN> تُريدِين لُقْيان المعالي رخيصـةً </SPAN>= ولا بُـدّ دون الشَّهْـد مِـن إبـرِ النَّحْلِ</SPAN> </SPAN> ودون الصعود إلى القمة تحمّل المشقّة ، واحتمال السقوط</SPAN> </SPAN> ومن يتهيّب صعود الجبال = يَعِش أبد الدهر بين الْحُفَر</SPAN> </SPAN> ودون التَّمْكِين للشيطان كَمِين !</SPAN> سئل الإمام الشافعي رحمه الله : أيما أفضل للرجل أن يُمَكَّن أو يُبْتَلَى ؟ فقال : لا يُمَكَّن حتى </SPAN>يُبْتَلَى .</SPAN> قال ابن القيم : والله تعالى ابْتَلَى أولي العزم من الرُّسُل فلما صبروا مَكَّنَهَم ، فلا يَظُنّ أحد أنه يَخْلُص من الألم البتة ، وإنما يتفاوت أهل الآلام في العقول ، فأعقلهم مَنْ بَاعَ أَلَماً مُسْتَمِراً عظيماً بِأَلَمٍ مُنْقَطِع يسير ، وأشقاهم من باع الألم المنقطع اليسير بالألم العظيم المستمر . اهـ .</SPAN> </SPAN> فالابتلاء سُـنَّـةٌ ماضية</SPAN> وطَـرِيقٌ سـِالكـة</SPAN> وكم أجرى الله من أنواع النعماء بعد الصبر على البلاء</SPAN> ولذا عُدّ البلاء من النعماء التي يجب أن تُذكَر فَـتُشْكَر</SPAN> قال عليه الصلاة والسلام : من أُبْلِي بلاء فَذَكَرَه فقد شَكَرَه ، وإن كَتَمَه فقد كَفَرَه</SPAN> . رواه أبو داود .</SPAN> </SPAN> وكم من كريم </SPAN></SPAN> يُبْتَلَى ثم</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN> يَصْبرُ ؟</SPAN> </SPAN> وقول الله أصدق وأبلَغ : (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ)</SPAN> </SPAN> فلا تُنال الإمامة في الدِّين إلا بالصبر واليقين ..</SPAN> </SPAN> فلرُبّما كان الدُّخول إلى العُلا = والْمَجْدِ من بَوَّابَةِ الأحزانِ</SPAN> </SPAN> ودون دعوى المحبّة إثبات صِدْق قَدَم الصِّدق</SPAN> فإن الله إذا أحبّ قوما ابتلاهم</SPAN> والله يبتلي عِباده ، بل يبتلي الصفوة منهم لتظهر معادنهم</SPAN> فالإنسان يُبتلى ليُهيأ للجنة</SPAN> و " ليس المراد أن يُعذَّب ولكن يُبْتَلَى لِـيُهَذَّب " كما يقول ابن القيم .</SPAN> </SPAN> فالمؤمن يُهيأ لِوطنه الأصلي .. فيُطهّر من دَرَنِ الدار ، ومن شَعَثِ الأسفَار !</SPAN> ودون الانتقال إلى دار الكرامة تَطهير وطَهارة</SPAN> وفيما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : " لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يَلْقَى الله وما عليه من خطيئة</SPAN> " رواه الإمام أحمد والترمذي .</SPAN> </SPAN> قال ابن القيم : الدنيا مجاز والآخرة وَطَن ، والأوطار إنما تُطْلَبُ في الأوطان .</SPAN> </SPAN> وقال :</SPAN> فَحَيَّ عَلى جنات عدن فإنها = منازلك الأولى وفيها المخيَّمُ</SPAN> ولكننا سبي العدو فهل تُرى = نعود إلى أوطاننا ونُسَلَّمُ ؟</SPAN> </SPAN> ومن خَطَب الحسناء بَذَل مُهجَةَ الـنَّفْسِ !</SPAN> ولن تَعْرِف النفس النعيم وعِزّه = إذا جَهِلَتْ حال المذلّـة والضرّ</SPAN> تَهُـون علينا في المعالي نفوسنا = ومن يخطب الحسناء لم يُغْلِها مهر</SPAN> </SPAN> الداعية .. سَمَتْ نفسه ، وعَلَتْ هِمّـتُه .. حتى عانَقَتِ السَّحَاب</SPAN> فهو يسعى بِنفسٍ واحدة لِهمومٍ شَـتّى</SPAN> </SPAN> يسعى الفتى لأمور ليس يدركها = فالنفس واحدة والهمّ منتشر</SPAN> والمرء ما عاش مَمْدود له أمَـل = لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر</SPAN> </SPAN> وإن تَعجَب فاعجَب لِصبْرِ أهل الباطل مع ما يُقاسُون من شدّة وانتقاد ، رغم أنهم لا يَرجون من الله جزاء ، ولا مِن خَلْقِه شُكورا .</SPAN> قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : كنت كثيرا أسمع والدي يقول : رحم الله أبا الهيثم . غفر الله لأبي الهيثم . عَفَا الله عن أبي الهيثم . فقلت : يا أبتِ من أبو الهيثم ؟ فقال : لما أُخْرِجْتُ للسياط ومُدَّتْ يداي ، إذا أنا بشاب يَجْذِبُ ثوبي من ورائي ويقول لي : تعرفني ؟ قلت : لا . قال : أنا أبو الهيثم العيار اللص الطرّار ! مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني ضُرِبْتُ ثمانية عشر ألف سوط بالتفاريق ، وصبرت في ذلك على طاعة الشيطان لأجل الدنيا ! فاصْبِرْ أنت في طاعة الرحمن لأجل الدِّين . قال : فضُربت ثمانية عشر سوطا بدل ما ضُرِبَ ثمانية عشر ألفا ، وخَرَجَ الخادم فقال : عَفَا عنه أمير المؤمنين .</SPAN> </SPAN> فائدة : في لسان العرب :</SPAN> الطرار : هو الذي يَشُقّ كُمَّ الرَّجُل ويَسِلّ ما فيه ، من الطرّ وهو القطع والشق .</SPAN> </SPAN> أهل الباطل يَصبِرون وهم لا يَرْجُون</SPAN> بل إنهم يتألّمون ويَصبِرون !</SPAN> (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ)</SPAN> </SPAN> أفلا يكون أوْلَى بالصبر من يَرجو لقاء الله ؟!</SPAN> | |
|